سنـــــــــــــة الحيـــــــــــــــــــاة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله أيامكم بكل خير

تمر الأيام ..وتمضي السنين.. ولا أحد يبقى على حاله
لاأدري ما الذي دفعني للكتابة .. لكنني أحس بأنني سأندم إن لم أكتب في هذا اليوم بالذات
اليوم الذي يصادف ذكرى مولدي
فقبل عشرين عاما من الآن .. ظهرت في هذه الدنيا..
لعل الكثيرين يحتفلون في أيام كهذه ويفرحون.. لكنني على العكس تماما
أشعر بحزن عميق في أيام كهذه .. وأقول لنفسي لا أريد أن أكبر
مازلت أتمنى ذلك.. مع أنني أعلم أنه لا جدوى من هذا
مهما فعلت لن أعود صغيرا ومهما حاولت لن أستطيع أن أووقف ثانية عن التقدم .. هذه سنة الحياة
الزمن يمضي والناس تموت .
عندما أنظر الى عظماء التاريخ ,أغبطهم..
هناك من قدم شيئا الى هذ الانسانية
وخلد ذكر اسمه فيها
وأستطيع هنا أن أخص بالذكر مثلا علماء ديننا , وانا لا أعني هنا الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الأطهار
لأن فضلهم معروف ومذكور وذكرهم مخلد في القرآن الكريم.. لكنني أضرب مثلا لتابعيهم وهم اناس أتوْ بعدهم
مثلنا تماماً.. كالبخاري مثلا
أنظر إليه وإلى أمثاله وأسأل نفسي.. أين أنا من هؤلاء
هؤلاء مازال العالم الآن يذكرهم ويترحّم عليهم ويدعوا لهم
رغم وجود الآلاف في عصرهم..لكن مر عليهم الزمان ولم يذكر أحدا منهم
وأنا كذلك .. مالذي قدمته حتى يذكرني الناس
مالذي فعلته حتى يخلد اسمي في هذا العالم
وبعد أن أفكر قليلا, أضحك من نفسي وأقول..
أنا لم أفعل شيئا يخلد اسمي في عائلتي حتى..
وأفكر بالعالم .. كلام محبط حقا .. لكن ماذا عساني أن أفعل .. ماذا..
أتسائل الآن وأنا أكتب هذه الخاطرة مباشرة :إلى متى ستبقى هذه الكلمات محفوظة هنا
سنتين.. ثلاث.. أربع .. عشر
هل سأكون حيا في تلك اللحظة..وإن كنت كذلك هل ياترى سأذكر أنني كتبتها يوما
بصراحة لا أظن هذا .. وهو أمر يؤلمني حقا
حتى انا لا أذكر نفسي بعد هذه المدة .. فكيف سيذكرني الناس
بالامس توفي صديقي في حادث .. لا ليس بالامس بل منذ ثلاث شهور
ياالله! .. وكأنه بالأمس .. لكنه منذ فترة..
يا ترى من يذكره الآن .. سوى أهله ..رحمة الله عليه
قليلون من يذكرونه .. هذا وقد توفي منذ شهور معدودة .. فكيف بمن مات منذ سنين
أمر يبعث على الحزن ..
لاأدري مالذي أصبو اليه من نقاشي مع نفسي
لاجدوى من هذا حقا.. سينسى اسمي شئت أم أبيت
لا أدري في أي لحظة وفي أي زمان سينسى اسمي من هذا العالم الى الأبد
لكن .. في النهاية سيحدث ذلك بلاريب
عزائي الوحيد في تلك اللحظة..
هو دعاء المسلمين الذين يعيشون في ذلك الزمان لمن سبقهم بقولهم:
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
فأسأل الله أن يشملني معهم بفضله وكرمه.



دمتم في رعاية الله وحفظه أينما كنتم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك