أحفيت عُمري.. وأنا
أبحث عن (شَريفْ)
منذ توارى فَجأة في الزمن المُخيفْ
طفقتُ طُولَ الوقتِ
أستفسرُ عن أخبارهِ
وأسألُ الركبانْ.
لكنني للآنْ
لم أستطعْ
أن أعرفَ الصدقَ مِنَ التأليفْ :
سمعتُ يوماً أنهُ
فـرَّ إلى طهَرانْ
وَدونَ كُل رَهْطِهِ
قد عاشَ فيها عاطِلاً
إلاّ عَنِ الإيمانْ !
وَقيلَ، يوماً، إنهُ
مختبىءٌ في الريفْ .
وَقيلَ، يَوماً، إنهُ
يَقبَعُ في التوقيفْ .
وَقيلَ إنهُ مَضى، سِـرّاً،
إلى عَمّـانْ
لكنهُ
لَمْ يشتر الخبز بماء وَجْههِ
فَماتَ بالمجّانْ !
تَبعْتُ آلافَ الرواياتِ
ولكنْ
لَم أصلْ يَوماً إلى شَريفْ .
***
وآذنتْ أقدارُنا أن يَسقط الطغيانْ
فَعادتِ الآمـالُ لي
في أن أراهُ عائداً
بعَودةِ الأوطانْ .
ها هُوذا زَمانه المأمولُ مِن زَمانْ
هُوَ المُرجى وَحْدَهُ
أن يَربطَ الجُرحَ بطيبِ أصْلِهِ
وَيَقطعَ النزيفْ .
هُوَ المُرجّى وَحْدَهُ
أن يَطبعَ العفة في قُلوبناِ
بِطبْعهِ العَفيفْ .
هُوَ المُرجّى وَحْدَهُ
أن يَرفعَ الفسادَ عن دروبنا
وَيكنسَ الإخلافَ وَالتسويفْ .
تَبعِتُ مَجرى أمَلي
مُسْتقصيًا عن بَطلي :
دُرْتُ على مُختلِفِ الأحزابِ
لكنْ
لَم يَكُن في أيها شَريفْ .
بَحثتُ في دَوائرِ البناءِ والتنظيفْ
لَم يَبدُ لي شَريفْ .
فتشتُ في مَصارفِ الإنماءِ والتسليفْ
ما لاحَ لي شَريفْ .
سَألتُ في أجهزةِ الأمنِ
وَنقّبتُ لدى مَراكزِ التوظيفْ
ما بان لي شَريفْ .
طرقتُ أبواب الوِزاراتِ
وَأبوابَ السفاراتِ
وأبوابَ المِليشْياتِ
وَقَطَّعتُ حِبالَ الصوتِ مِن تساؤلي :
- هَل ها هنا شريفْ ؟
كانَ الجَوابُ دائمًا :
- لَيسَ هُنا شَريفْ !
***
أدعو وَقلبي طافِحٌ برغْوة الأحزانْ :
يا واسع الإحسانِ
يا حنّان يا مَنّانْ
عبدكَ قد أهلكَهُ التفتيشُ عن شَريفْ
فَابسُطْ ضِياءَ وَجْهكَ الوَضّاءِ يا لَطيفْ
لِعَبْدكَ الضَّعيفْ
لعله
سَيَهتدي، يَومًا، إلى شَريفْ !